اعتراف لأول مرة عالمياً
يُعدّ تاريخ 30 جويلية 2025 محطة تاريخية في مجال التغذية فلأول مرة تحصل فاكهة – الكيوي الأخضر – على اعتراف صحي رسمي من الاتحاد الأوروبي. وبشكل ملموس يعترف الاتحاد الأوروبي بأن استهلاك الكيوي بانتظام يساهم في عمل طبيعي للأمعاء، خصوصاً من خلال زيادة وتيرة التبرز وهو تميّز غير مسبوق قد يغيّر مكانة الكيوي في النظام الغذائي اليومي.
لماذا الكيوي؟
منذ زمن طويل يُعرف الكيوي بغناه الاستثنائي بفيتامين C والألياف الغذائية ومضادات الأكسدة. لكن ما منحه اليوم هذا الاعتراف العلمي والتنظيمي هو تأثيره المباشر على حركة الأمعاء.
وعلى عكس الأدوية الملينة التي غالباً ما ترتبط بآثار جانبية (تقلصات، اعتماد، تهيج الأمعاء)، يعمل الكيوي بلطف وبشكل فسيولوجي فهو يحفز العبور المعوي بفضل مزيج فريد من المكونات الطبيعية:
- ألياف ذائبة (تحتجز الماء وتشكل هلاماً يسهّل مرور البراز)
- ألياف غير ذائبة (تزيد حجم البراز وتحفز حركة الأمعاء)
- الأكتينيدين: وهو إنزيم محدد يساعد على هضم البروتينات ويقلل من الإحساس بالثقل بعد الأكل
وتشكل هذه العناصر معاً تأثيراً تآزرياً يحسّن راحة الأمعاء دون التسبب في آثار غير مرغوبة.
أدلة علمية قوية
هذا الادعاء الصحي لم يأتِ من فراغ بل يستند إلى ملف قدمته شركة Zespri International Limited العملاق النيوزيلندي في إنتاج الكيوي. موّلت الشركة وجمعت 18 دراسة سريرية، من بينها ست دراسات ركزت تحديداً على وظيفة الأمعاء (Zespri، 2025؛ Agrinfo، 2025).
وأظهرت هذه الأبحاث التي استمرت أكثر من 15 عاماً أن:
- الاستهلاك اليومي للكيوي الأخضر يزيد من وتيرة التبرز لدى الأشخاص الذين يعانون من الإمساك المزمن.
- المشاركون أفادوا بتحسن في الراحة الهضمية، وانخفاض الانتفاخ، وانتظام أفضل.
- التأثيرات لوحظت لدى كل من البالغين الشباب وكبار السن.
- الكيوي أثبت فعالية حتى عند الأشخاص الذين لم يستجيبوا للعلاجات التقليدية.
ما هي الكمية المطلوبة لنتيجة فعلية؟
حددت الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA) كمية دقيقة وهي 200 غرام من لب الكيوي الطازج يومياً، أي ما يعادل 2 إلى 3 حبات، فهذا الاستهلاك المنتظم يضمن الأثر المفيد المثبت علمياً (EFSA، 2021).
استجابة طبيعية لمشكلة مجتمعية
الإمساك ليس مجرد إزعاج بسيط بل يصيب حوالي واحداً من كل خمسة أوروبيين ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة: آلام في البطن، تعب، ضغط نفسي، بل وحتى مضاعفات طبية (بواسير، شقوق..).
أما عند كبار السن الذين غالباً ما يتناولون أدوية متعددة وعند الأطفال، يكون الإمساك أكثر شيوعاً وصعوبة في العلاج. لذا فالكيوي يقدم بديلاً آمناً متاحاً وطبيعياً، يمكن أن يقلل من الاعتماد المفرط على الملينات.
أكثر من مجرد منظم للأمعاء
الكيوي لا يقتصر على تأثيراته الهضمية بل هو أيضاً:
- غني بفيتامين C: حبة واحدة تغطي أكثر من 80٪ من الاحتياجات اليومية الموصى بها.
- مصدر قوي لمضادات الأكسدة: التي تحارب الإجهاد التأكسدي المرتبط بشيخوخة الخلايا والأمراض المزمنة.
- مزود بالعناصر الدقيقة الأساسية: البوتاسيوم، حمض الفوليك، فيتامين E، الألياف.
وبذلك يساهم في تقوية جهاز المناعة، تقليل التعب، وحماية صحة القلب والأوعية الدموية.
تقدم تنظيمي كبير
منذ عام 2007 ينظم التشريع الأوروبي بدقة الادعاءات الغذائية والصحية. ولا يُسمح سوى بالتصريحات المدعومة بأدلة علمية قوية بهدف مزدوج وهو حماية المستهلك وضمان منافسة عادلة (EUR-Lex، 2025).
وهكذا يصبح الكيوي أول فاكهة تتجاوز هذا الحاجز التنظيمي وربما تمهد الطريق لأطعمة طبيعية أخرى ذات تأثيرات مثبتة.
الكيوي الأخضر أصبح أول فاكهة يعترف بها رسمياً الاتحاد الأوروبي لفوائدها على صحة الأمعاء. تكفي حبتان إلى ثلاث يومياً لتحسين العبور المعوي بطريقة لطيفة وطبيعية وموثوقة علمياً، وبالتالي هو أكثر من مجرد فاكهة خاصة وأنه يفرض نفسه كحل غذائي وعلاجي لمشكلة تؤثر على ملايين الأوروبيين، مقدماً في الوقت نفسه تركيزاً استثنائياً من الفيتامينات ومضادات الأكسدة.
الكلمات المفتاحية: كيوي؛ صحة؛ الاتحاد الأوروبي؛ علمياً؛ فيتامينات؛ أطفال؛ مضاد أكسدة.