صحة جيدة لحياة أفضل

الصحة العمومية: المعهد الوطني للصحة العمومية يحذر من مخاطر فصل الصيف ويدعو العائلات إلى اليقظة

حرر : ياسين لعماني | صحفي
24 أغسطس 2025

تواجه الجزائر كل صيف تحديات صحية خاصة، تتفاقم بفعل ارتفاع درجات الحرارة وكثرة التنقلات العائلية. وفي هذا السياق، يلعب المعهد الوطني للصحة العامة (INSP) دورًا محوريًا في مجال الوقاية والتوعية. وفي مقابلة مع مدير المعهد البروفيسور “عبد الرزاق بوعمرة “ قدم لنا تقييمًا لأبرز المخاطر وقدم مجموعة من التوصيات العملية المصممة لحماية السكان.

أكد البروفيسور “عبد الرزاق بوعمرة “ على ضرورة اعتبار الفترة الصيفية مرحلة عالية المخاطر الصحية. فبالإضافة إلى الأمراض الموسمية، يتميز الصيف بتزايد أربعة ظواهر رئيسية: الغرق، ضربات الحرارة، التسممات الغذائية، ولسعات العقارب. وهذه المخاطر، بحسبه، تمثل كل عام سببًا هامًا للأمراض وأحيانًا للوفيات التي يمكن تجنبها. ويقوم المعهد بجمع وتحليل ونشر هذه البيانات لتوجيه السياسات العامة وحملات الوقاية.

فيما يخص الغرق ذكر البروفيسور “عبد الرزاق بوعمرة ” أن هذه الظاهرة تصيب بشكل خاص الأطفال والشباب، الذين غالبًا ما يكونون بمفردهم على الشواطئ والسدود أو المسابح غير المراقبة. وقال: «نحن نأسف كل عام لمئات الضحايا، كان من الممكن إنقاذ معظمهم بتدابير وقائية بسيطة». وقد كثف المعهد هذا الصيف بالتعاون مع السلطات المحلية والحماية المدنية حملات التوعية، من خلال نشر رسائل في وسائل الإعلام والشواطئ ووسائل التواصل الاجتماعي، لغرس ثقافة الحيطة والحذر لدى العائلات. ومن بين التدابير التي تم التأكيد عليها: اختيار المناطق المراقبة، اليقظة المستمرة من قبل الوالدين، ومنع السباحة تمامًا في السدود.

حرص مدير المعهد على التأكيد أن الصحة العامة تعتمد بالأساس على السلوكيات الفردية والعائلية، وقدم عدة توصيات عملية:

  • شرب كميات كافية من الماء لتجنب ضربات الحرارة، خاصة للأطفال وكبار السن؛
  • تناول الأطعمة الطازجة والمحفوظة جيدًا للحد من مخاطر التسمم الغذائي، الذي يزداد في الصيف؛
  • مراقبة الأطفال أثناء السباحة بحضور شخص بالغ مسؤول دائمًا؛
  • الالتزام بتعليمات السلامة واختيار المناطق المراقبة؛
  • مراجعة المنشآت الصحية فور حدوث أي إعياء أو لسعة أو حادث.

ووفقًا له يمكن لهذه التوصيات تقليل الحوادث الصيفية بشكل كبير.

تمثل لسعات العقارب تهديدًا موسميًا آخر، خاصة في المناطق الصحراوية والهضاب العليا. يسجل كل صيف مئات الحالات، غالبًا بين الأطفال الذين يلعبون بالقرب من المساكن. وحذر البروفيسور “عبد الرزاق بوعمرة “: «يجب على العائلات تجنب العلاجات التقليدية التي تؤخر تلقي الرعاية الطبية». وأوضح أن التصرف المناسب يتضمن البقاء هادئًا، وتثبيت الطرف المصاب، والتوجه فورًا إلى مركز صحي يتوفر فيه العلاج المناسب. ويعمل المعهد بالتنسيق مع المستشفيات الإقليمية لتحسين توفر مصل مضاد للسموم.

في الختام شدد البروفيسور “عبد الرزاق بوعمرة ” على أن مكافحة المخاطر الصيفية ليست مسؤولية السلطات الصحية وحدها، بل تتطلب مشاركة جميع الأطراف: العائلات، الجمعيات المحلية، السلطات، ووسائل الإعلام. وقال: «الصحة العامة مسؤولية الجميع. وكلما تبنى المواطنون السلوكيات الصحيحة، كلما قللنا من الحوادث التي يمكن تجنبها». وسيواصل المعهد جهوده الوقائية من خلال حملات موجهة، لكنه يركز بشكل خاص على رفع الوعي الجماعي لجعل الوقاية عادة مستدامة

إقرأ أيضاً: