صحة جيدة لحياة أفضل

القطط قد تُصاب بنوع من الخرف: هذه العلامات تستدعي الانتباه

حرر : الدكتورة فيويليتا جوليا بوزيو | دكتورة في الطب
30 أغسطس 2025

عندما يتقدم رفاقنا من القطط في العمر غالباً ما ترجع بعض التغيرات السلوكية إلى الشيخوخة الطبيعية. ومع ذلك قد تخفي هذه الأعراض واقعاً أكثر خطورة: الخرف عند القطط، أو ما يُعرف بمتلازمة الخلل الإدراكي عند القطط، وهو اضطراب يشبه إلى حد كبير مرض ألزهايمر عند الإنسان.

ودرس فريق بحثي دولي من جامعة إدنبرة هذه الحالة التنكسية العصبية عند القطط المسنّة بشكل مفصل. وقد أظهرت نتائجهم المنشورة في المجلة الأوروبية لعلوم الأعصاب European Journal of Neuroscience، أن بعض القطط تعاني من تغيرات دماغية تكاد تكون مطابقة لتلك التي تُشاهد عند مرضى ألزهايمر من البشر مما يجعل هذه الحيوانات نموذجاً مهماً في البحث العلمي حول هذا المرض.

وقام العلماء بتحليل أدمغة 25 قطة من أعمار مختلفة، بعضها كان يظهر بالفعل علامات اضطراب إدراكي. ووجدوا تراكم بروتين “بيتا-أميلويد” السام الذي يتجمع بين الخلايا العصبية ويعطل تواصلها. هذا البروتين يظهر في المشابك العصبية ويعرقل نقل الإشارات. وعند القطط الصغيرة تقوم بعض الخلايا الداعمة بتنظيف هذه المشابك المتضررة وهو آلية طبيعية. لكن عند القطط المتقدمة في السن، يؤدي هذا التنظيف إلى تسريع فقدان الروابط العصبية، مما يسبب مشكلات في الذاكرة والاتجاه.

كما أبرزت الدراسة وجود ضمور دماغي وفقدان عصبي، وهما علامتان أساسيتان لمرض ألزهايمر عند البشر. وتظهر هذه التغيرات من خلال علامات سلوكية يمكن لأصحاب القطط ملاحظتها: كثرة المواء، الارتباك، الانعزال الاجتماعي، فقدان التوجه في بيئة مألوفة، أو اضطراب النوم.

يؤكد الأطباء البيطريون أن اكتشاف هذه العلامات مبكراً أمر حاسم لتحسين نوعية حياة القط. ومن بين الإجراءات المفيدة: الحفاظ على ثبات بيئة السكن، تحفيز القط بألعاب لطيفة ومنتظمة، وتكييف المحيط لتقليل الضغوط.

كما يشير الباحثون إلى أن التقدم في تجارب علاج ألزهايمر عند الإنسان قد يُستفاد منه مستقبلاً في علاج القطط. أما الآن فمن الضروري أن يراقب أصحاب القطط أي تغير سلوكي وأن يستشيروا الطبيب البيطري عند الشك.

  • مواء غير معتاد أو مفرط: مناداة متكررة، صياح ليلي، أو شكاوى.
  • الارتباك أو فقدان التوجه: الضياع داخل أماكن مألوفة، صعوبة في إيجاد صندوق الفضلات أو الطعام.
  • الانسحاب الاجتماعي: قلة التفاعل مع البشر أو الحيوانات الأخرى، عزوف عن اللعب أو الحضن.
  • اضطراب النوم: النوم نهاراً والبقاء مستيقظاً ليلاً، نوم غير منتظم.
  • فقدان العادات أو الروتين: نسيان أماكن الأشياء المألوفة أو التخلي عن العادات الغذائية.
  • القلق أو التوتر: سلوك عصبي، مشي مستمر، أو ردود فعل مبالغ فيها للأصوات والحركات.
  • تغيرات في الشهية: فقدان الاهتمام بالطعام أو تغيّر في تفضيلاته.
  • ضعف النظافة: التبول خارج الصندوق أو نسيان تنظيف نفسه.
  • انخفاض النشاط البدني: قلة الاستكشاف أو التوقف عن القفز واللعب.
  • سلوكيات متكررة أو نمطية: الدوران في دوائر، لعق مفرط، أو حركات متكررة.

هذه العلامات خاصة إذا ظهرت أو ازدادت مع التقدم في السن، تستوجب التنبه ومراجعة الطبيب البيطري لتقييم القدرات الإدراكية.

القطط المسنّة قد تُصاب بخرف مشابه للأزهايمر، حيث يؤدي تراكم البروتينات السامة وفقدان الخلايا العصبية والضمور الدماغي إلى تغيرات سلوكية واضحة. يبقى الاكتشاف المبكر وتوفير بيئة ملائمة أفضل وسيلة للحفاظ على رفاهيتها.

الكلمات المفتاحية: قط؛ سلوك؛ ألزهايمر؛ عصبي؛ سام؛ شيخوخة؛ سنوري.

إقرأ أيضاً: