ليست الأمومة مجرد لحظة فريدة في حياة المرأة، بل هي فترة يجب أن تحظى فيها صحة الأم والوليد الجسدية والنفسية والاجتماعية بحماية كاملة. وفي هذا الإطار يمثل القانون الجديد رقم 25-08 المؤرخ في 19 جويلية 2025 المتعلق بالتأمينات الاجتماعية، خطوة مفصلية في تعزيز حقوق النساء العاملات.
عطلة أمومة ممددة إلى 150 يومًا مدفوعة بالكامل
وأصبح بإمكان كل امرأة حامل مؤمَّنة لدى الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية (CNAS) الاستفادة من عطلة أمومة مدتها 150 يومًا متتاليًا براتب كامل 100%. ويمكن أن تبدأ هذه العطلة في أقرب وقت 42 يومًا قبل الموعد المتوقع للولادة ، وحتى في حالة حدوث الولادة مبكرًا تحتفظ الأم بكامل مدة العطلة دون فقدان أي يوم منها.
وتهدف هذه الخطوة إلى منح الأم الوقت اللازم لاستعادة عافيتها جسديًا وعاطفيًا، وتعزيز الرابطة بينها وبين رضيعها، وهي رابطة أساسية لنموه وصحته النفسية.
صحة الطفل: تمديد إضافي في حالة المضاعفات
وأبرز ما جاءت به هذه الإصلاحات هو ضمان التغطية في الحالات الصحية المعقدة، ففي حال إصابة المولود بمرض خطير أو تشوه خلقي أو إعاقة تتطلب متابعة طبية مستمرة، يمكن للأم طلب تمديد استثنائي قدره 50 يومًا مدفوعًا بالكامل. ويتيح هذا التمديد بقاء الأم إلى جانب طفلها، سواء في المستشفى أو في المنزل تحت العناية الطبية، كما يجب تقديم الطلب قبل 15 يومًا على الأقل من نهاية عطلة الأمومة الأولى، مرفقًا بملف طبي محرر من الطبيب المعالج أو طبيب أطفال مختص.
ماذا لو لم تتحسن حالة الطفل؟
ينص القانون على إمكانية تمديد ثانٍ لمدة 165 يومًا إضافيًا في الحالات الأكثر خطورة، ويكون هذا التمديد متصلًا بالأول، ومبنيًا على شهادة طبية متخصصة جديدة، على أن يقدَّم الطلب قبل انتهاء فترة التمديد الأولى. وتتكفل الضمانات الاجتماعية بدفع الراتب كاملًا طوال هذه المدة.
إجراء يعزز الصحة الجسدية والنفسية للأم
لا تقتصر أهمية هذا الإصلاح على الجانب الاجتماعي بل تتعداه إلى الأثر الطبي والنفسي. فقد أظهرت الدراسات أن الضغوط النفسية بعد الولادة والإرهاق المبكر أو العودة السريعة للعمل، قد تؤدي إلى اضطرابات صحية عقلية لدى الأمهات الجدد مثل اكتئاب ما بعد الولادة.
ومن خلال منحهن وقتًا أطول وضمان الاستقرار المالي والدعم، يساهم هذا القانون في تقليل المخاطر وتعزيز عودة الأم لتوازنها بعد الولادة، كما يعزز دور المرأة في المجتمع ويسهّل التوفيق بين حياتها المهنية والعائلية.
خطوة نحو المساواة والكرامة الإنسانية
يأتي هذا الإجراء في إطار تحقيق العدالة الاجتماعية واحترام كرامة المرأة، ويقر بحقوقها في الراحة والصحة وممارسة الأمومة في ظروف إنسانية كريمة مهما كانت وضعيتها.
يمكن للنساء العاملات التوجه إلى مصالح الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية لتقديم طلب عطلة الأمومة أو الحصول على المساعدة في إعداد ملفاتهن. كما خصص الرقم الأخضر الوطني (30-10) للإجابة على الاستفسارات.
الكلمات المفتاحية: CNAS، عطلة أمومة، صحة، أم، طفل.
إقرأ أيضاً: