صحة جيدة لحياة أفضل

كيفية التعامل مع التوتر أثناء امتحان البكالوريا

حرر : د. نزيهة بو القمح | دكتورة مختصة في علم النفس
14 يونيو 2025

يؤدي اجتياز امتحان مهم في المسار الدراسي مثل امتحان البكالوريا تلقائيًا إلى الشعور بالتوتر، وكذا الخوف من نسيان كل شيء يوم الامتحان، الخوف من عدم فهم المواضيع، الخوف من عدم القدرة على المواجهة، وخاصة الخوف من الفشل. وبما أن التوتر هو العدو الأول للذاكرة والتركيز حسب المختصين، فإنه من المؤكد أن التحكم في التوتر قبل الامتحان وأثناءه هو مفتاح النجاح.

يبقى التوتر رد فعل طبيعي سواء على المستوى العاطفي أو الجسدي، إلا إذا تجاوز حده، ففي هذه الحالة نتحدث عن توتر مزمن. ولتقييم مستوى التوتر يُنظر إلى درجته وشدته.

فإذا عانى الطالب من اضطرابات هضمية (آلام، تقيؤ، إسهال)، أو من صداع مصحوب باضطرابات في النوم والمزاج، أو من صعوبة في التركيز مع تشوش في الرؤية، فهذا يدل على توتر مرضي. وقد تظهر أيضًا أعراض مثل الارتجاف، التعرق، القشعريرة، وقد يصل الأمر في بعض الحالات إلى فقدان الوعي.

وفي مثل هذه الحالات يحتاج الطالب إلى نصائح مختصين لمساعدته على التحكم في توتره أثناء فترة الامتحانات.

هذا ويمثل الحصول على شهادة البكالوريا محطة حاسمة في حياة الطالب، كما أصبح يشكل حدثًا اجتماعيًا بامتياز، وهو الضغط الاجتماعي الذي يؤثر بشدة على نفسية الطالب، الذي بدوره يعيش توترًا كبيرًا خوفًا من الفشل، وقد يؤدي به ذلك إلى الإخفاق فعلًا.

فكما أن المراجعة الجدية أساسية للنجاح في البكالوريا، فإن التحضير النفسي للتحكم في التوتر لا يقل أهمية عنها في تحقيق النجاح.

خلال مسيرتي المهنية في مراكز الامتحانات التي تُجرى فيها اختبارات البكالوريا، لاحظت العديد من حالات القلق الشديد بين الطلبة بسبب الامتحان. ولهذا أقدم مجموعة من النصائح التي من شأنها أن تساعد الطلبة على التحكم في توترهم خلال هذه المرحلة.

  • عادة ما يبدأ التوتر في التأثير على جودة نوم الطالب، ويزداد حدته ليلة الامتحان، مما يمنعه من الحصول على نوم جيد، ويؤدي إلى إرهاق جسدي ونفسي. لذا يُنصح بشرب شاي أعشاب مهدئ خلال الأيام التي تسبق الامتحان لتحسين النوم.
  • أثناء توزيع المواضيع حيث يبلغ التوتر ذروته، يُنصح الطالب بالاسترخاء والتركيز على تنفسه (شهيق عميق من الأنف وزفير بطيء من الفم)، ثم التركيز داخليًا قبل بدء الامتحان. يمكن أن يستمر هذا التمرين لمدة خمس دقائق، تساعد الجسم والعقل على الاسترخاء.
  • بعد أن يهدأ يمكنه الدخول في أجواء الامتحان بهدوء، واختيار المواضيع بروية، ومنح نفسه بعض الوقت، وهو ما يساعده على استرجاع المعلومات المخزنة في ذاكرته متوسطة المدى.
  • وبعد الانتهاء من الامتحان والخروج من القاعة، ينبغي للطالب ألا يفكر فيه مجددًا، وأن يركز كليًا على التحضير للاختبارات القادمة.

الكلمات المفتاحية: البكالوريا؛ الجزائر؛ التوتر؛ الامتحان؛ الاختبار.