صحة جيدة لحياة أفضل

مكافحة السرطان: نحو استراتيجية وطنية تركّز على الوقاية

حرر : شعبان بوعريسة | صحفي
4 مايو 2025

بمناسبة انعقاد الأيام الوطنية للوقاية من السرطان ومكافحته التي نُظّمت يومي السبت والأحد بالجزائر العاصمة، وجّه المشاركون من خبراء ومهنيي الصحة وممثلين عن الهيئات الرسمية نداءً موحّدًا من أجل تبنّي استراتيجية وطنية جريئة. وأمام التزايد المستمر لحالات السرطان في البلاد، شدّدوا على ضرورة التركيز على أنجع وسيلة ممكنة وهي الوقاية.

وأوضح رئيس اللجنة الوطنية للوقاية من السرطان ومكافحته البروفيسور ”عدة بونجار” أن هذه الأيام تهدف إلى إعداد خطة استراتيجية وطنية لعشر سنوات مقبلة، بناءً على التوصيات التي ستنبثق عن سبع ورشات موضوعاتية. ومن المنتظر تقديم هذه التوصيات إلى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، خلال الأسابيع المقبلة.

وشدّد البروفيسور على أن الوقاية ستكون حجر الأساس لهذه الاستراتيجية المستقبلية، مؤكداً: “إنها الوسيلة الوحيدة القادرة على تقليص عدد الحالات الجديدة بنسبة 50%”، مشيرًا إلى أهمية الاستباق، والكشف المبكر، والتوعية المجتمعية.

من جانبه أكد ”كمال صنهاجي” رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي، أن إعداد هذه الاستراتيجية يأتي في لحظة حاسمة. فالتزايد الكبير في حالات السرطان على المستوى العالمي يفرض، حسب قوله، استجابة علمية واستباقية: “من الضروري تحليل أسباب هذا المرض بشكل معمّق، واعتماد مقاربة تركز على الوقاية لتغيير منحنى تطوره”.

وستعتمد التوصيات المنتظرة على أسس علمية متينة وعلى تجربة الميدان، مع إدراج العوامل الرئيسية المسببة للسرطان، من بينها: التدخين، التلوث، النظام الغذائي غير المتوازن، قلة النشاط البدني، والتعرض للمواد الكيميائية.

ويُعد الوعي المجتمعي عنصرًا محوريًا في هذه الاستراتيجية، حيث شدّد كمال صنهاجي على ضرورة تغيير السلوكيات الغذائية بشكل دائم، داعيًا إلى التخلي عن الأنظمة الصناعية الحالية، لصالح نمط غذائي أكثر توازنًا وصحة، يعتمد على المنتجات الطبيعية.

من جهتها، ثمّنت ” حميدة كتاب ” رئيسة الفيدرالية الجزائرية لجمعيات مرضى السرطان (FAAPAC)، تنظيم هذه الأيام، معتبرة إياها إشارة قوية على تعبئة وطنية حقيقية. وأشادت بالتقدّم المسجّل، على غرار افتتاح 21 مركزًا لمكافحة السرطان عبر مختلف ولايات الوطن، واستحداث صندوق خاص للتكفل بالمرضى.

لكنها في المقابل لم تُخفِ ذات المتحدثة انتقادها لعدة نقائص في النظام الصحي الحالي، مطالبة باستراتيجية شاملة تغطي كامل مسار المريض: من الوقاية والكشف المبكر، إلى العلاج، والمتابعة بعد الشفاء، والمرافقة النفسية والاجتماعية.

وقد جرى هذا الحدث تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، ما يعكس الإرادة السياسية لجعل مكافحة السرطان أولوية وطنية. ومن المرتقب أن تضع نتائج هذه الأيام أسس نموذج جديد للصحة العمومية، يقوم على الوقاية، الشمولية والفعالية، ويكون في خدمة حياة وكرامة المواطن.

الكلمات المفتاحية: السرطان، الأيام الوطنية، الجزائر، تبون، الصحة، مراكز مكافحة السرطان.